Friday, May 23, 2008

فهمي للصلاة

إن الصلاة فرض أساسي فى الإسلام .. و ركن من أركان الدين .. و عماد الإسلام .. وفيصل بين الإسلام و الكفر و فيصل بين الإيمان و الفسق

فالصلاة هى إثبات عبودية الفرد لله (و فيصل بين العبودية لله و التكبر على الله أو تجاهله) ، و هى إثبات إيمانه بالغيب (الذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلاة و مما رزقناهم ينفقون ) كنتيجة لإستيعاب دلائل وجوده .

و إن كان يلوم البعض على الإيمان بالغيب فإن الإقتناع بالذرة و الإلكترون و النيوترون و البروتون إنما هو نوع من الإيمان بالغيب بعد رؤية دلائل الوجود (و القياس مع الفارق)

إن الصلاة تتكون من قرآن يتلى و ذكر لله بين تسبيح و حمد و غيره و تحركات بدنية

و مشكلة أغلبنا فى الصلاة عدم فهم ما نقرأه أو نتلوه من قرآن أو أذكار سواء لجهل بمعنى اللغة، أو جهل لما هو معلوم من جماليات اللغة (كالإيجاز فى اللفظ للإيحاء بباقى المعنى أو إعطاء مرونة للمعنى).

و هنا أشرح فهمى لألفاظ الصلاة :

1) الله أكبر :
  • الله أكبر من أن يعبد غيره
  • الله أكبر من أن أتذكر سواه فى صلاته
  • الله أكبر من صلاتى و من الإحتياج لها (فأنا المحتاج الأول و الأوحد لهذه الصلاة إما براحة نفسية أو روحية بتأكيد أن هناك مدبر لأمور الكون من خلفى و إما برحمته لى فى الدنيا و الأخرة و قت الحساب)
  • الله أكبر من مشاكلي (فهو الأقدر على حلها) ، و هو أكبر من إهتماماتى فهو أحق بكل تركيزى

2) الفاتحة :
  • الحمد لله رب العالمين : أشكر لله (و الذى إجتمعت له صفات الربوبية على كل العوالم الممكنة من (إنس و جن) و (عوالم موازية و أبعاد أخرى) و (كواكب أخرى و ما وراء الطبيعة) ) (و الذى هو رب العالمين فلا حاجة له بي) (و الذى هو من فضله خلق حولى العالمين و التى أظن أنها مكون أساسي فى حياتى)

  • الرحمن الرحيم : كلمتان شملتا رحمة الدنيا و الأخرة المؤمنين خاصة و الخلق عامة (لا أدرى أى الكلمتين للدنيا و الأخرى للأخرة ، أو أى الكلمتين للمؤمنين و الأخرى للخلق عامة )

  • مالك يوم الدين : فمن ملك يوم الدين هو مالك مصائر كل شيئ و نهاياته مما يمثل لى الملك المطلق

  • إياك نعبد و إياك نستعين : خطاب لله سبحانه و تعالى فيه إعتراف بالعبودية لله (لإستحقاقه للعبادة لأنه رب العالمين (المسيطر عليهم) و لأنه الرحمن الرحيم و لأنه مالك يوم الدين (الملك المطلق لكل شيئ) )
    و إستعانة بالله مع العبودية له على أمور الدنيا و الأخرة

  • إهدنا الصراط المستقيم : و هو طلب و دعاء لله سبحانه باهداية لطريق الصواب الذى لا يحيد (لأن الخط المستقيم لا يجوز أن يحيد و إلا لما صار مستقيماً) .. و الذى يصعب الهداية إليه بدون تحريه و بدون رحمة الله ..

  • صراط الذين أنعمت عليهم : وصف للطريق بمن يسيرون فيه (بغض النظر عن نوع النعمة مع بعض الإستثناءاءت في الأيات القادمة) .. أستحضر فى هذه الأية طريقاً يسير فيه أبو بكر و عمر و أمثالهم من كل جيل و زمن

  • غير المغضوب عليهم : و هم من إستحقوا غضب الله برفضهم إتباع الحق مع معرفتهم به بسبب كبر فى أنفسهم أو مكاسب دنيا أو غيره و حسابهم على الله (على ما أعلم ، المقصود هنا هم اليهود)

  • و لا الضالين : و هم من تحروا الحق و الصواب و ضلوا الطريق و لم يهتدوا إليه ، فساروا فيما ظنوه حقاً و هو ليس بحق و حسابهم على الله (على ما أعلم المقصود هنا هو النصارى)

3) سبحان ربى العظيم :
  • سبحان : هو تنزيه لربي عن كل ما سواه
  • ربى : الجامع لكل صفات الربوبية المطلقة بالنسبة لي
  • العظيم : من إجتمعت له كل أسباب و صفات العظمة (من علم و قوة و قدرة و غيره )

4) سمع الله لمن حمده .. ربنا و لك الحمد :
  • تذكير للنفس بأن الله يسمع لمن يحمده (و قد قال "لمن حمده" لأنه يسمع للشخص كل ما يقول و ليس الحمد فقط) ، و لذا أستغل ذلك فى أن أحمد الله كثيراً و أدعوه فى وسط حمدي له (فظنى أن الله أكرم و أحيى من أن يقبل حمدى و يرفض دعائى من وسط الحمد).

  • أستحضر أو أتذكر نعم الله علي فأحمد الله و أشكره بأحد الأقوال التالية "ربنا و لك الحمد" أو "ربنا لك الحمد عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك" أو "ربنا لك الحمد كما ينبغى لجلال و جهك و عظيم سلطانك" أو "أحمدك و أشكر فضلك يا رب"

5)سبحان ربى الأعلى :
  • سبحان : هو تنزيه لربي عن كل ما سواه
  • ربى : الجامع لكل صفات الربوبية المطلقة بالنسبة لي
  • الأعلى : من إجتمعت له كل أسباب و صفات العلو (من كرم و رفعة و عزة و عطاء و غيره )
  • أحياناً أقول "سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله أستغفرك و أتوب و إليك" أو أقول "سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و أكبر" و أفعل هذا التغيير منعاً للملل



أخيراً هذا ليس تفسير أو شرح للصلاة كما ينبغى أن تكون و لكنه شرح لما أفعله
فهي مجرد أراء أو فهم أو تفكير شخصي

أحمد حسني
Ahmad Hossny

Monday, May 19, 2008

الحب و الألم

الحب و الألم قرينان .. يقرنهما الناس دائماً ببعض .. رغم أن الحب برئ من الألم و السبب فى الألم هم المحبون

الحب هو العطاء ، هو الكرم ، هو الحنان ، هو الخير

و إنما إقترن الحب بالألم ..لأننا جردنا الحب من معانيه و جعلناه رغبة فى الإمتلاك و رغبة فى حنان الطرف الأخر و حبه و رغبة فى السعادة و ليس إسعاد الأخرين .. لقد حولناه من حب الأخر لحب الذات بإستخدام الأخر

و بين هذا و ذاك درجات متفاوتة من الحب و الرغبة أو حب الأخر و حب الذات

و من النادر أن يحب الإنسان بدون أن يرغب فى شيئ لنفسه .. لكنه ممكن و نراه كثيراً فى حب الأم لأولادها و إن لم تأخذ منهم شيئاً .. و حب المواطن لوطنه و إن لم يأخذ أو يستفيد منه شيئاً

إن مصدر الألم هو عدم إرضاء الرغبة سواء كانت مصحوبة بحب أم لا

فأن تحب إنسان و و تعطيه كل شيئ من حنان و رعاية و إهتمام و خير و لا يبادلك نفس الشعور هو شيئ مؤلم و لكن ليس الخطأ فى الحب بل الخطأ فيمن إخترته لتحبه .. لقد إخترت إنسان لا يتناسب معك

حين يخرج الحب من دائرة العطاء المطلق بدون إنتظار مقابل مثل حب الوطن و حب الأم .. فإنه يدخل معه ما ندعوه الذكاء العاطفى (emotional intelligence )

و إختيار الشخص الخاطئ لتحبه هو نوع من سوء الذكاء العاطفى

الذكاء العاطفى .. أن تختار من تحب على أسس سليمة تعلم أنت أنها ترضي رغباته و ترضي رغباتك و فى نفس الآن تمنحه أنت من حبك و حنانك و خيرك بقدر الإمكان بلا إنتظار مقابل (فحبك له لوجه الله .. فالله هو من زرع هذا الحب فى قلبك .. و من العذاب أن ينزع من قلبك الحب و الرحمة) .

إن كانت العلاقة فى مهدها و بدايتها فيكون الذكاء العاطفى كله مركز فى ناحية التوافق و التبادل .. أحبه لدرجة محدودة إن قابل الحب بحب و الحنان بحنان و الخير بخير ، أزيد جرعة الحب و هو يزيد بالمقابل مما يقود لسعادة الإثنان كلٍ على حده حتى تتوحد إهتماماتهما و ميولهما و أهدافهما و يصيرا كياناً واحداً بمرور الوقت ! (فالأسرة هى وحدة بناء المجتمع خاصة المسلم و ليس الفرد كما تدعى بعض الفلسفات الغربية)

و إن كانت العلاقة بدأت و نشأت و إستمرت فعليك بإستكشاف رغبات الأخر و إرضائها فإن الحب فعل و لكل فعل رد فعل مساوى له فى المقدار و مضاد له فى الإتجاه .. وإن كان هناك رد فعل فى إتجاه خاطئ فالتوجيه العاطفى من أفضل الحلول .. و إن لم يكن هناك رد فعل فعليك بربط رغبة الطرف الأخر برغبتك بصورة غير مباشرة (بإعلامه أنك ترضى رغباته حباً فيه و أنه لو لم يرضى رغباتك حباً فيك فسيفتر حبك بمرور الوقت و لن تستطيع أنت أن ترضى رغباته) بمعنى أن تجعل مرجعية إرضاء كل طرف منكم للأخر و رغباته الذاتية مرجعية عاطفية . إنك إن لم تدير حياتك العاطفية بذكاء قد يحدث فتور من الملل أو إنفجارمن التحمل أو غيره لا قدر الله !ـ

إن الزوج يكرم زوجته لأنه كريم أساساً قبل أن تكون هي مستحقه للكرم (و كثير منهن يستحققن) ، و الزوجة تحترم زوجها لأنها محترمة فى ذاتها قبل أن يكون هو مستحق للإحترام (و كثير من الأزواج يستحقون) . فاللئيم فى ذاته لا يكرم أحداً و الحقير فى ذاته لا يحترم أحداً .

إن كل من الزوج أو الزوجة يعامل الله فى زوجه أو زوجته فى الأساس .. فهو يكرمها و يحنو عليها لأن الله زرع فى قلبه هذا .. لأن الله أمره بهذا الخير ، و من لم يطع أمر الله فى الخير (و كل ما يأمر به الله هو خير) ليس من المتوقع أن يكون خيير أو محب لأى كائن أخر . و من أحب زوجته أو حنا عليها أو أكرمها أو أعزها لوجه الله ولأمره ليس من المتوقع أن ينتظر ثواب أو شكر أو فضل من غير الله و كذلك من أحبت زوجها أو حنت عليه أو أكرمته أو أعزته أو عاملته بكل خير فإنما هي تفعل ذلك لوجه الله و لأمره و ليس من المتوقع ممن يعامل الله أن ينتظر الثواب و التقدير من سواه ( و حري بنا أن نقدره ).

هذه رؤيتى و الله أعلم
إنها رؤية شخصية يؤخذ منها و يرد .. و ليس لدي بهذا الكلام مصادر علمية مثبتة
من إقتنع بها فهو على مسئوليته الشخصية



أحمد حسني
Ahmad Hossny

Friday, May 16, 2008

التغيير

كنت أتسائل عن مفهوم التغيير و من يستطيع القيام به ؟ كنت أظن أن المفكرين هم أقدر الناس على ذلك و لكن بمراجعة التاريخ الحديث و الأحداث المعاصرة وجدت أن عبد الوهاب المسيرى بحركته الثقافية لم تحقق شيئاً على الساحة السياسية المصرية ووجدت العقاد كذلك و غيرهما كثير ، مما زرع لدي الشك بأن ليس المفكرين هم رواد التغيير !

فالتغيير لا يأتى من شخص يفكر و يقارن بين الأفكار بحيادية تامة ..التغيير يأتى من شخص مؤمن بفكرة .. و يطوع كل ما حوله لخدمة هذه الفكرة .. فالتغيير يأتى من القناعة التامة بالفكرة و الإصرار على نشرها !

و بالتالى يركز عزمه كله و يحاول يشحذ همم كل من حوله لنفس الفكرة و يركز تفكيره على هدفه و كيفية تحقيقه و كيف يقنع الناس بيه

فبيبقى عنده قوة دافعة من الخلف و هي الفكرة التى يؤمن بيها .. و قوة جاذبة من الأمام و هو الهدف الذى يريد تحقيقه .. و عنده بؤرة الإهتمام المركزة لكل جهوده و أفكاره

و أظن إن هذا حدث مع الأنبياء فكانت القوة الدافعة هي الإيمان المطلق بالله و و كان الهدف هو نشر الرسالة.

و كذلك حدث مع القادة المؤثرين فى تاريخ البشرية سواء بالإيجاب أو السلب أمثال غاندى فى الهند و لنكولن فى أمريكا و نابوليون فى فرنسا و بسمارك و هتلر فى ألمانيا و عبد الناصر فى مصر (هذا بغض النظر عن محتوى الإيمان إن كان صواب أم خطأ و عن الهدف إن كان مفيد أو ضار )

و كلهم كانوا زعماء و كان عندهم كاريزما و كانت لديهم القدرة على التأثير فى من حولهم و نقل إليهم ما نسميه مجازاً عدوى الإيمان

و على النقيض فهناك من هم مفكرين بلا عزم .. حيث أن الفكر بطبعه قائم على الحيادية و عدم التحيز و أحياناً التشكك فى كل شيئ مما يجعل الإنسان ليست لديه القدرة أو العزم على الكفاح من أجل هدفه لأنه بطبعه متشكك ووارد لدى المفكر أن يكتشف أنه مخطئ بسهولة (فالمفكرين أسهل الناس إعترافاً بالخطأ و القادة هم أصعب الناس فى الإعتراف بالخطأ إلا فيما ندر) و أمثال ذلك كثيرون بدءاً من أفلاطون و أرسطو و مروراً بعلماء العرب ثم فلاسفة عصر النهضة أمثال ديكارت و سارتر ثم مفكري الحداثة فى الوطن العربى فى القرن العشرين أمثال العقاد و جبران و أحمد لطفى السيد و غيرهم.


و أظن و ليس لي علم بذلك .. أنه لذلك كانت النبوة تبدأ بعد سن الأربعين (أى بعد الدراسة لأحوال الحياة و مناهجها و الوصول إلى الإيمان المطلق بالله بصورة بديهية من النبى كإنسان قبل أن يكون إيمان مطلق بالله من النبى بما أرته الرسالة أو النبوة من أيات أو معجزات) هذا بالإضافة إلى أن الإنسان يبلغ أشده (عقلا ً و جسداً و عاطفةً و غيره) سن أربعين سنة

و بمراجعة سير هؤلاء الناس نجد أن أثراهم تجربة و أوسعهم فكرا فى شبابه كان أعقلهم فى زعامته و أضرب مثالي غاندى و هتلر لأن غاندى كان و اسع الأفق متطلع على الأديان المختلفة و الأفكار و الثقافات المختلفة مما أكسبه سعة أفق ساهمت مع عزيمته و إصراره فى الكبر فى نجاح أهدافه

و على النقيض كان هتلر كزعيم وحدوى الفكر ذو كاريزما عالية لا يؤمن بالأخر ولا فكر الأخر و لا أى شيئ أخر سوى فكره و نفسه و أسلوبه !! و لذلك فكره السطحى و عزيمته القوية و إيمانه بمبدأه (ألمانيا فوق الجميع) سبب صعود سريع لألمانيا أعقبه إنهيار سريع لأنه بنى الدولة على أساس إيمانى و فكرى هش

و يجدر بالذكر الزعيم ماوتسى تونج الذى تمرد على الشيوعية و أعاد صياغتها بصورة رأسمالية لتلائم المجتمع الصين بما يمثل بداية نهضة للإقتصاد الصينى فى الكثير من المجالات.

هذه رؤيتى الشخصية .. و الله أعلم