Tuesday, February 10, 2009

غزة مكاسب و خسارة


لا أقول جديداُ في هذا المقال لكن أعيد سرد ما حدث في صورة نقاط بترابط منطقي كي تتضح الصورة في الأذهان و يبقى في النهاية السؤال المفتوح (من الفائز) و السؤال المجاب عنه بأن الخاسر من الطرفين هم المدنيين .



بدأت الحرب و توقفت الحرب

و بدأ كل فريق يعد مكاسبه و خسارته و يلملم أشلاءه و يعيد حساباته و إن إدعى كل فريق منهم النصر لينال بعض المكاسب اسياسية أو الإعلامية

قبل الحرب:
1) إسرائيل حاصرت غزة إقتصادياً لكي تجبر حماس على الإستسلام
2) غزة إعترضت على الحصار بالصواريخ بمعنى (إن كنتم ستهددون جوعنا فإننا سنهدد أمنكم ليس بالحرب و لكن بالخوف)
3) حدثت هدنة
4) إنتهت الهدنة
5) طالبت حماس بفك الحصار
6) رفضت إسرائيل
7) أعادت حماس إطلاق الصواريخ

الحرب:
1) إسرائيل إعترضت على الصواريخ بحرب عنيفة على قطاع غزة كله على أمل القضاء على حماس أو القضاء على قدراتهم العسكرية
2) كان من المستحيل القضاء على حماس لأنها متوغلة طوليا في المجتمع من أعلى درجاته لأدناها و منتشرة أفقيا في المجتمع في أكثر من 200 ألف فرد مما يمثل 15 % من سكان القطاع على الأقل و إلا تكون حرب إبادة لسكان القطاع أكملهم
3) غزة إعترضت على الحرب بالمقاومة الميدانية فيما يعرف بأنه حرب شوارع
4) أوقفت إسرائيل الحرب من جانب واحد لكي تكسب التعاطف الدولي (بغض النظر عن ما حدث في الحرب)
5) أوقفت حماس المقاومة مع تهديد بإن لم تنسحب إسرائيل من القطاع في خلال فترة وجيزة ستستمر المقاومة مرة أخرى
6) إنسحبت إسرائيل من القطاع و إن ظل الجيش مرابط على حدود القطاع


نتيجة الحرب:
1) خسرت غزة غزة 1200 قتيل و كثير من الجرحى
2) خسرت غزة البنية التحتية كلها تقريباً
3) كسبت غزة تعاطف العالم إعلامياً و سياسياً
4) بدأ يعترف المجتمع الدولي بحماس كلاعب أساسي على مائدة المفاوضات

إسرائيل:
1) خسرت تكاليف الحرب من أسلحة و إقتصاد معطل و سياحة
2) خسرت تعاطف العالم إعلامياً و سياسياً خاصة بعد ضرب مقرات الأنروا و الصليب الأحمر
3) أيقظت حركة المقاومة في الأجيال القادمة خاصة في فلسطين (صار في كل بيت فلسطيني ثأر)
4) هددت أسس السلام السابقة و لنبدأ من جديد

مصر:

1) أثبتت تخاذل مشين في أول 10 أيام من الحرب
2) أثبتت حضور سياسي و تأثير ملموس في الفترة الأخيرة من الحرب

لا أعلم من الفائز في هذه المهزلة و لكن إن فازت حماس في الإنتخابات أو كسرت الحصار فهي فائزة بالتأكيد حيث أنها تكون فرضت رأيها على إسرائيل بألتها العسكرية الجبارة و أخذت إعتراف رسمي بوجودها . و إن توقف إطلاق الصواريخ بلا مقابل تكون إسرائيل هي الفائزة !!

و من سخرية القدر أنه في كلا الحالتين المدنين هم ضحايا الجوع أو القتل أو العيش بلا كرامة ! لكن هل هذه المكاسب لحماس تستحق تلك التضحيات ؟؟ لا ألوم عليهم المقاومة فهي حق مشروع لهم ؟ لكنني كنت أرجو أن يكون كلا الجانبين أكثر رأفة بالمدنيين و أن يجدوا حل بديلاً و إن كان صعباً

إن ما حدث كان متوقعاً من طرفين ليسا بالنضج الكافي لإيجاد حل مبتكر لفك الإحتقان بين الكيان الصهيوني بألة الحرب الجبارة و بين حركة المقاومة بالقدرة العالية على التحمل و المقاومة

و من الناحية الأخرى لمست من قادة الحرب الإسرائيلية أنهم يحاولون توظيف الحرب لصالح الأجندة الحزبية من أجل الإنتخابات القادمة !!

إذن فهي مهاترات و مساومات لمحترفي السياسة لصالح أجندتهم الحزبية بدون أي إعتبار لمصلحة الشعب أو الوطن من كلا الطرفين !!

و لك الله يا فلسطين، سقطت بين الأحزاب من محترفي الخضوع تحت مسمى السياسة و محترفي القتال تحت مسمى العزة و الكرامة


هذا رأيي و الله أعلم

Ahmad Hossny
http://Qasaqis.blogspot.com