إن إدعيت أن مصر دولة جميلة أو صالحة أو أن الشعب المصري شعب رائع فإنني أخدع نفسي ، و إن إدعى الناس أن مصر هي دولة الفساد و الضياع و الخراب و أنه لا يوجد أمل فيها أو في أهلها فإنهم يظلمونها و ينظرون لها بسطحية مطلقة فيحسبون أعراض المرض (الفساد) هو المرض نفسه.
لقد سافرت مؤخراً لدولة عربية شقيقة و هي قطر ، و إن كنت لم أسنمر هناك لأكثر من أسبوع فإنني طوال هذا الأسبوع أفكر في الفرق بين مصر و بين قطر و أيهم أفضل في وضعهما الحالي (بالطبع ستعلو بعض الأصوات بأن قطر طبعاً أفضل) و لكنني سأحاول أن أرصد ملاحظاتي في تلك الفترة القصيرة أو ما نقول عنه الإنطباع الأولي ، ثم أقارن بين الدولتين بإختصار.
أما الفرق بين مصر و قطر :
مصر هي إمكانيات بشرية و إقتصادية هائلة مع إستغلال سيئ.
و قطر إمكانيات بشرية قليلة و إقتصادية عالية مع إستغلال جيد من قبل الحكومة
قطر دولة يجد المرء بها الفلوس و العيشة المرتاحة
بس مصر هي الأهل و الوطن و المجتمع و الثقافة و التاريخ و الفن و الحياة الثرية بالأحداث الجيدة و السيئة
و الإختيار في النهاية إختيار شخصي و لا أرى أي خطأ في إختيار أي دولة إسلامية شقيقة للإقامة فيها (ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ؟). بس الخطأ في رأيي إن الواحد يروح هناك و ينسى بلده أو يتبرأ منها أو يشوف الجمال في البلد الجديد (قطر مثلاً) و يشوف السيئ في بلده الأصلية (مصر)، فهذا في رأيي ليس بعدل بل ظلم واضح للدولة الأم.
و أنا شخصياً مؤمن بثراء مصر و قوتها الكامنة فيها و في أهلها و في تاريخها و في ثقافتها و في التجانس بين أهلها برغم الإختلافات. و ما زلت أقول أن مصر هي الذهب الذي سقط في الوحل فيحسبه من ينظر للسطح وحلاً ، و يرى من يبحث عن الحقيقة كنزاً ، و ما زلت أراها هي الأم المريضة لنا و لازم نعالجها ده لو لسة عندنا أصل ، مش أول ما نكبر نتكبر عليها .
، و ده ميمنعش إني بتمنى لقطر كل الخير و أحب أبنائها و أحب بنائها و تطويرها فهي دولة إسلامية و عزتها عزة لكل مسلم
أكيد فيه ناس تانية سافرت برة و قد يكونوا متفقين معايا أو مختلفين و أكيد كل واحد له تجربته ، بس ده إنطباعي الأولي
و شكراً
أحمد حسني
Qasaqis.Blogspot.com
لقد سافرت مؤخراً لدولة عربية شقيقة و هي قطر ، و إن كنت لم أسنمر هناك لأكثر من أسبوع فإنني طوال هذا الأسبوع أفكر في الفرق بين مصر و بين قطر و أيهم أفضل في وضعهما الحالي (بالطبع ستعلو بعض الأصوات بأن قطر طبعاً أفضل) و لكنني سأحاول أن أرصد ملاحظاتي في تلك الفترة القصيرة أو ما نقول عنه الإنطباع الأولي ، ثم أقارن بين الدولتين بإختصار.
- نسبة القطريين لسكان البلد لا تزيد عن 20% بأي حال من الأحوال و أظن أنها أقل من ذلك كثيراً
- المواطن القطري له الأولوية المطلقة بإعتباره إبن البلد و لكن نظراً لقلة عددهم فلا ألاحظ لهم وجود يذكر (أنا شخصياً لم أتعامل مع أي شخص منهم )
- هناك محاولات جادة جداً من الحكومة لبناء الدولة من خلال البنية التحتية (رصف و إتصالات و جامعات و مدارس و أندية و غيره )
- هناك إهتمام شديد بالعملية التعليمية من خلال جامعات عالمية مثل CMU و northwestern و Texas
- اللغة الأولى هناك هي الإنجليزية أما العربية فهي لغة ثانوية إلى حد ما و بالتالي لا أشعر بأن هناك ثقافة أو هوية للدولة من ثقافة مستقلة أو تاريخ واضح أو غيره مما يميز شخصية الوطن
- الحياة هنا في جماعات منها المصري و منها الهندي و منها الباكستاني و اللبناني، يوجد تعدد كبير في الثقافات و لكن بدون تجانس ، فهم مثل جزر منعزلة
- إتفق كل من في البلد إتفاق ضمني على أن الهدف من الإقامة هنا هي المال أما الشعور بالبلد كوطن أو إنتماء أو ما شابه فلا يوجد
- لا يوجد أحد يبتسم في وجه شخص غريب بدئاً من موظف الجوازات و إنتهاءاً بسائق التاكسي
- أن تشكر شخصاً أدى لك عملاً مثل قائد التاكسي بعد أن أوصلك هو شيئ غريب ، أو تشكر قائد سيارة توقف لأجلك هو شيئ غريب بالنسبة لهم فهو يفعل ذلك لأن النظام يجبره على ذلك.
- هناك إهتمام و إحترام تام لكلمة نظام سواء في المرور أو العمل أو الحياة و أكاد أقول أنه لا يخرج على النظام هناك سوى المصريين
أما الفرق بين مصر و قطر :
- مصر متعددة الموارد (سياحة و صناعة و قناة و بترول و زراعة و غيره) بينما قطر موردها الوحيد و الأساسي هو البترول و الغاز
- حكومة مصر للأسف لا تقوم بما تستحقه مصر بالنسبة لمواردها ، الحكومة القطرية تقوم بأفضل ما يمكن لبناء قطر
- حكومة مصر تجعل المواطن المصري مواطن ثانوي مقارنة بالأجنبي بداخل مصر تحت مسمى الكرم و بسبب السياحة (في حين أن الكرم هو ما تعطيه بإرادتك و ليس ما ينتزع منك حت تصير أقصى أحلامنا أن نعامل مثل الأجانب)، بينما حكومة قطر تجعل المواطن القطري هو المواطن الأهم دائماً و بالإضافة لذلك تعامل الأجانب بإحترام
- الشرطة في مصر تعني الخوف أما الشرطة في قطر تعني الأمن
- الشعب المصري ودود و الشعب القطري إما إنطوائي أو متعجرف أو غير متواجد
- مصر وطن و دولة متكاملة على مستوى الشعب و النظام و إن كان هناك فساد ، النظام و الشعب موجودين بس فاسدين، قطر شعبها صغير جداً و حكومتها صغيرة و بدون تحديات حقيقية في التنمية.
- مصر لو حد داسلها على طرف الشعب ياكله بسنانه (على الأقل بيبقى مستعد لكدة و الدليل على كدة كلام نصر الله و رد الفعل عليه) ، أما قطر فلا أعلم و لا أعلق على ذلك ...
- مصر لديها إمكانيات بشرية جبارة غير مستغلة من علماء و أطباء و إعلاميين و مهندسين و غيرهم ، و قطر من الذكاء و الغنى الكافي أنها قامت بإستقطاب هؤلاء للعمل لديها
- المواطن المصري عامة ملول و ذكي ،فيستخدم ملله في الكسل و التواكل ، و يستخدم ذكائه في الفهلوة ، و طبعاً لا يلتزم بنظام (بغض النظر عن إن النظام حالته نيلة) أما المواطن القطري ، فلا أعلم عنه شيئاً فلم أتعامل معهم مباشرة بعد !
مصر هي إمكانيات بشرية و إقتصادية هائلة مع إستغلال سيئ.
و قطر إمكانيات بشرية قليلة و إقتصادية عالية مع إستغلال جيد من قبل الحكومة
قطر دولة يجد المرء بها الفلوس و العيشة المرتاحة
بس مصر هي الأهل و الوطن و المجتمع و الثقافة و التاريخ و الفن و الحياة الثرية بالأحداث الجيدة و السيئة
و الإختيار في النهاية إختيار شخصي و لا أرى أي خطأ في إختيار أي دولة إسلامية شقيقة للإقامة فيها (ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ؟). بس الخطأ في رأيي إن الواحد يروح هناك و ينسى بلده أو يتبرأ منها أو يشوف الجمال في البلد الجديد (قطر مثلاً) و يشوف السيئ في بلده الأصلية (مصر)، فهذا في رأيي ليس بعدل بل ظلم واضح للدولة الأم.
و أنا شخصياً مؤمن بثراء مصر و قوتها الكامنة فيها و في أهلها و في تاريخها و في ثقافتها و في التجانس بين أهلها برغم الإختلافات. و ما زلت أقول أن مصر هي الذهب الذي سقط في الوحل فيحسبه من ينظر للسطح وحلاً ، و يرى من يبحث عن الحقيقة كنزاً ، و ما زلت أراها هي الأم المريضة لنا و لازم نعالجها ده لو لسة عندنا أصل ، مش أول ما نكبر نتكبر عليها .
، و ده ميمنعش إني بتمنى لقطر كل الخير و أحب أبنائها و أحب بنائها و تطويرها فهي دولة إسلامية و عزتها عزة لكل مسلم
أكيد فيه ناس تانية سافرت برة و قد يكونوا متفقين معايا أو مختلفين و أكيد كل واحد له تجربته ، بس ده إنطباعي الأولي
و شكراً
أحمد حسني
Qasaqis.Blogspot.com