Saturday, March 14, 2009

ـ 7 أيام في قطر

إن إدعيت أن مصر دولة جميلة أو صالحة أو أن الشعب المصري شعب رائع فإنني أخدع نفسي ، و إن إدعى الناس أن مصر هي دولة الفساد و الضياع و الخراب و أنه لا يوجد أمل فيها أو في أهلها فإنهم يظلمونها و ينظرون لها بسطحية مطلقة فيحسبون أعراض المرض (الفساد) هو المرض نفسه.

لقد سافرت مؤخراً لدولة عربية شقيقة و هي قطر ، و إن كنت لم أسنمر هناك لأكثر من أسبوع فإنني طوال هذا الأسبوع أفكر في الفرق بين مصر و بين قطر و أيهم أفضل في وضعهما الحالي (بالطبع ستعلو بعض الأصوات بأن قطر طبعاً أفضل) و لكنني سأحاول أن أرصد ملاحظاتي في تلك الفترة القصيرة أو ما نقول عنه الإنطباع الأولي ، ثم أقارن بين الدولتين بإختصار.

  1. نسبة القطريين لسكان البلد لا تزيد عن 20% بأي حال من الأحوال و أظن أنها أقل من ذلك كثيراً
  2. المواطن القطري له الأولوية المطلقة بإعتباره إبن البلد و لكن نظراً لقلة عددهم فلا ألاحظ لهم وجود يذكر (أنا شخصياً لم أتعامل مع أي شخص منهم )
  3. هناك محاولات جادة جداً من الحكومة لبناء الدولة من خلال البنية التحتية (رصف و إتصالات و جامعات و مدارس و أندية و غيره )
  4. هناك إهتمام شديد بالعملية التعليمية من خلال جامعات عالمية مثل CMU و northwestern و Texas
  5. اللغة الأولى هناك هي الإنجليزية أما العربية فهي لغة ثانوية إلى حد ما و بالتالي لا أشعر بأن هناك ثقافة أو هوية للدولة من ثقافة مستقلة أو تاريخ واضح أو غيره مما يميز شخصية الوطن
  6. الحياة هنا في جماعات منها المصري و منها الهندي و منها الباكستاني و اللبناني، يوجد تعدد كبير في الثقافات و لكن بدون تجانس ، فهم مثل جزر منعزلة
  7. إتفق كل من في البلد إتفاق ضمني على أن الهدف من الإقامة هنا هي المال أما الشعور بالبلد كوطن أو إنتماء أو ما شابه فلا يوجد
  8. لا يوجد أحد يبتسم في وجه شخص غريب بدئاً من موظف الجوازات و إنتهاءاً بسائق التاكسي
  9. أن تشكر شخصاً أدى لك عملاً مثل قائد التاكسي بعد أن أوصلك هو شيئ غريب ، أو تشكر قائد سيارة توقف لأجلك هو شيئ غريب بالنسبة لهم فهو يفعل ذلك لأن النظام يجبره على ذلك.
  10. هناك إهتمام و إحترام تام لكلمة نظام سواء في المرور أو العمل أو الحياة و أكاد أقول أنه لا يخرج على النظام هناك سوى المصريين


أما الفرق بين مصر و قطر :
  1. مصر متعددة الموارد (سياحة و صناعة و قناة و بترول و زراعة و غيره) بينما قطر موردها الوحيد و الأساسي هو البترول و الغاز
  2. حكومة مصر للأسف لا تقوم بما تستحقه مصر بالنسبة لمواردها ، الحكومة القطرية تقوم بأفضل ما يمكن لبناء قطر
  3. حكومة مصر تجعل المواطن المصري مواطن ثانوي مقارنة بالأجنبي بداخل مصر تحت مسمى الكرم و بسبب السياحة (في حين أن الكرم هو ما تعطيه بإرادتك و ليس ما ينتزع منك حت تصير أقصى أحلامنا أن نعامل مثل الأجانب)، بينما حكومة قطر تجعل المواطن القطري هو المواطن الأهم دائماً و بالإضافة لذلك تعامل الأجانب بإحترام
  4. الشرطة في مصر تعني الخوف أما الشرطة في قطر تعني الأمن
  5. الشعب المصري ودود و الشعب القطري إما إنطوائي أو متعجرف أو غير متواجد
  6. مصر وطن و دولة متكاملة على مستوى الشعب و النظام و إن كان هناك فساد ، النظام و الشعب موجودين بس فاسدين، قطر شعبها صغير جداً و حكومتها صغيرة و بدون تحديات حقيقية في التنمية.
  7. مصر لو حد داسلها على طرف الشعب ياكله بسنانه (على الأقل بيبقى مستعد لكدة و الدليل على كدة كلام نصر الله و رد الفعل عليه) ، أما قطر فلا أعلم و لا أعلق على ذلك ...
  8. مصر لديها إمكانيات بشرية جبارة غير مستغلة من علماء و أطباء و إعلاميين و مهندسين و غيرهم ، و قطر من الذكاء و الغنى الكافي أنها قامت بإستقطاب هؤلاء للعمل لديها
  9. المواطن المصري عامة ملول و ذكي ،فيستخدم ملله في الكسل و التواكل ، و يستخدم ذكائه في الفهلوة ، و طبعاً لا يلتزم بنظام (بغض النظر عن إن النظام حالته نيلة) أما المواطن القطري ، فلا أعلم عنه شيئاً فلم أتعامل معهم مباشرة بعد !

مصر هي إمكانيات بشرية و إقتصادية هائلة مع إستغلال سيئ.
و قطر إمكانيات بشرية قليلة و إقتصادية عالية مع إستغلال جيد من قبل الحكومة

قطر دولة يجد المرء بها الفلوس و العيشة المرتاحة
بس مصر هي الأهل و الوطن و المجتمع و الثقافة و التاريخ و الفن و الحياة الثرية بالأحداث الجيدة و السيئة


و الإختيار في النهاية إختيار شخصي و لا أرى أي خطأ في إختيار أي دولة إسلامية شقيقة للإقامة فيها (ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ؟). بس الخطأ في رأيي إن الواحد يروح هناك و ينسى بلده أو يتبرأ منها أو يشوف الجمال في البلد الجديد (قطر مثلاً) و يشوف السيئ في بلده الأصلية (مصر)، فهذا في رأيي ليس بعدل بل ظلم واضح للدولة الأم.

و أنا شخصياً مؤمن بثراء مصر و قوتها الكامنة فيها و في أهلها و في تاريخها و في ثقافتها و في التجانس بين أهلها برغم الإختلافات. و ما زلت أقول أن مصر هي الذهب الذي سقط في الوحل فيحسبه من ينظر للسطح وحلاً ، و يرى من يبحث عن الحقيقة كنزاً ، و ما زلت أراها هي الأم المريضة لنا و لازم نعالجها ده لو لسة عندنا أصل ، مش أول ما نكبر نتكبر عليها .

، و ده ميمنعش إني بتمنى لقطر كل الخير و أحب أبنائها و أحب بنائها و تطويرها فهي دولة إسلامية و عزتها عزة لكل مسلم

أكيد فيه ناس تانية سافرت برة و قد يكونوا متفقين معايا أو مختلفين و أكيد كل واحد له تجربته ، بس ده إنطباعي الأولي


و شكراً
أحمد حسني
Qasaqis.Blogspot.com