Friday, October 23, 2009

أوباما و نوبل


أثار حصول أوباما على جائزة نوبل مؤخراً عاصفة من الإنتقادات و الإعتراضات حول أحقيته بهذه الجائزة و إنجازاته المؤثرة في السلام لينال جائزة رفيعة المستوى مثل نوبل. و تبع ذلك بالضرورة تشكيك في مصداقية الجائزة بوجه عام و في حالة أوباما بوجه خاص و بالتالي قال البعض بأن الجائزة إما مسيسة أو خاضعة لإرضاء القوة العظمى الأمريكية على الرغم من قيمة الجائزة العلمية و التاريخية و المادية .

إن جائزة نوبل ليست طاهرة الذيل بل لها العديد من السقطات و الأخطاء و الدلائل عل ذلك كثيرة من أشخاص إستحقوها عن جدارة و لم يأخذوها لأسباب سياسية أو دينية مثل (غاندي) و أشخاص على قدر كبير من الإحترام رفضوها لأسباب أدبية أو أخلاقية أو ما شابه مثل جان بول سارتر و أشخاص أخرين أخذوها و لم يستحقوها إطلاقاً مثل إسحق رابين .

و يعتبر الكثير من الناس أن باراك أوباما لم يستحق الجائزة خاصة أنه لم يقم بأثر ملموس في فترة حكمه التي لم تزيد عن عشرة أشهر ولكن لننظر ما قام به في خلال تلك الأشهر العشرة قبل أن نحكم عليه :
  1. أغلب تصرفاته كانت أحاديث مرسلة و بعض الخطب العصماء في العديد من عواصم الدول المهمة في العالم لكن مما لا شك فيه أنه فك الإحتقان السياسي و الشعبي بين العديد من الدول و أعادهم لطاولة الحوار بدلاً من أرض المعركة و النزاع الحربي بما له من ضحايا.
  2. لم ينسحب من العراق أو أفغانستان ، إلا أنه مما لا شك فيه أن القوات الأمريكية هناك أكثر إنضباطاً بكثير من تصرفاتهم عام 2008 و عد ضحايا الحرب و النزاعات الطائفية في 2009 أقل بكثير من 2008 و هذا يظهر بوضوح من متابعة أخبار ا
  3. الإستعداد للحوار مع الأقليات خصوصاً المسلمين مما كان مبادرة غير مسبوقة في العالم الغربي مما أعطى بعض الأمل للمسلمين من ناحية في معاملة أكثر عدلاً من القوة العظمى الأمريكية و مما أعطى إشارة لباقي الدول لتحذو حذوها.
  4. مبادرة تخفيض الأسلحة النووية و هو تصرف غير مسبوق و لاقى قبول في دولة عظمى مثل روسيا قد تكون هذه خطوة لإنقاذ العالم من دمار شامل ، و لا أقول أنه أنقذ العالم فعلاً و لكنه أخذ الخطوة الأولى.

قد تكون هذه أسباب واهية للحصول على تلك الجائزة و لكن مما لا شك فيه أن عدد ضحايا و قتلى النزاعات عامة و بأيدي القوات الأمريكية خاصة في 2009 أقل بكثير من 2008 و إن كانت تصرفاته أنقذت حياة ألف إنسان فهذا في رأيي سبب كافي للحصول على الجائزة.

و أخيراً لا أقول أنه أفضل من أخذ جائزة نوبل للسلام و لكن أظن أنه أفضل الموجودين حالياً على الساحة السياسية .


هذا رأيي و الله أعلم
أحمد حسني

تطور الشتائم في مصر

إن الشتيمة هي النتيجة اللحظية لغضب الإنسان و عدم قدرته على السيطرة على تصرفاته و تظهر الشتيمة على لسان الشخص على حسب خلق الإنسان و إيمانه بوجه عام و توضح حدوده التي يتوقف عندها في إهانة الشخص المقابل (المشتوم) و نوعية هذه الحدود سواء كانت الأدمية أو الدين أو الخلق أو الشرف أو الأهل أو غيره أو لا يوجد حدود على الإطلاق !

إنتشرت الشتائم التي كنا نخجل من قولها أو سماعها بإعتبارنا ناس تحترم نفسها و أخلاقها و دينها و كنا كذلك نحرص على ألا يسمعها أحد من أهالينا خصوصاً البنات بإعتبارها خادشة للحياء و أهم ما في البنت هو حياءها، حتى الشباب المنحرف و سيئ الخلق كان يحرص على ألا يتلفظ بألفاظ نابية أو قبيحة أو جنسية أمام بنت يبدو عليها الإحترام أو حسن الخلق حرصاً على إحساسها.

و مع الوقت و و ضغط الحياة و تطور الأجيال صار الكثير من الشباب لا يجد في الشتائم التقليدية (الغير نابية) ما ينفس عن غضبه، و بالتالي صار يشتم بألفاظ أكثر سوءاً مثل سب الأهل أو قذف العرض (الشرف) أو سب الدين أو الثلاثة معاً . كانت الشتائم في السر خجلاً من اللفظ أو من المجتمع ، ثم زال الخجل فصارت تلك الشتائم عياناً و عالية الصوت في كل مكان و متوقعة من أي شخص حتى إن كان إبن ناس و محترم و ذو خلق و دين .. و إن لم يقولها صراحة فإنه يقولها تلميحاً و صارت الشتائم القديمة مثل نذل أو جبان أو وقح أو ما شابه مجرد موضة قديمة أو مزحة لا تحمل معنى الإهانة .

و بالتالي فإن الحرص على الأهل و الأخت من ألا تسمع هذه الألفاظ لم يعد موجوداً لسببين:
  1. الإعتياد على تلك الشتائم، فصار من الصعب التوقف عن تلك الشتائم في مواقف معينة أو لأجل أشخاص بعينهم فقد صارتجزء من طبع الشخص. حتى صارت تلك الشتائم شيئ تقليدي في بعض البيوت .
  2. أن تلك الشتائم صارت موجودة في كل مكان من مواصلات و مدارس و جامعات و أندية و غيره .فلم يعد من الممكن أن تصون أذنك عن سماع تلك الألفاظ .

و كانت النتيجة هي خدش حياء البنت (الأخت و الأم و البنت) و الأسرة و الأولاد و المجتمع ككل، فصار نسيج حياء المجتمع متهتك من كل إتجاه و صارت الأخلاق في الحضيض.

و مع إنفتاح الإعلام من القنوات الأجنبية و الإنترنت و غيره، دخلت الشتائم الأجنبية كنوع من الروشنة و الدعابة و الشتيمة في نفس الوقت مثل (shit, mother fucker, damn , bitch, …) و غيره ، و صار بعضه دارج في كلامنا بإعتبار أن النطق بالإنجليزية سيغير معنى الكلمة النابية .

ثم ظهرت مؤخراً مجموعة من الألفاظ التي تقال بدلاً من الشتائم و هي ألفاظ عامة تحتمل أكثر من معنى كنوع من التورية و المداراة للحفاظ على الذوق العام و نظافة اللسان و إن كانت لا تخلو تماماً من المعنى النابي أيضاً، و كثيراً ما يكون القائل لايقصد معنى محدد و أكثر من أنها شتيمة عامة بدون معنى محدد مثل:
  • “يا أخي لامؤاخذة” أو “ده تصرف لا مؤاخذة”
  • تييييت (الصفارة المستخدمة لإخفاء الألفاظ النابية من الإعلام العربي المحافظ)
  • “What the fun is that ?” بدلاً من “what the fuck is that?” ـ
  • “Sit … down” بدلاً من shit
  • "يا إبن اللذين آمنوا ... " بدلاً من "يا إبن ....."

و يبدو أن السبب في ذلك أن بعض الشباب عف اللسان و الذي يأنف أن يقول مثل تلك الألفاظ أصابته حالة من القرف أو الإشمئزاز و حاول أن يجد بديلاً عن تلك الألفاظ الفجة و النابية بألفاظ أقل حدة فلجأ إلى الإحتيال على ذلك بأسلوب التورية. قد تكون تلك ظاهرة صحية إلى حدٍ ما و يكون تعميمها شيئ مفيد لكل الشاتمين و المشتومين على السواء سواء كنوع من الإهانة أو نوع من الدعابة (كما يحدث أحياناً).



هذا رأيي و الله أعلم
أحمد حسني
qasaqis.blogspot.com



روابط متعلقة بالموضوع: