أعجبت و تعجبت لحماس الشباب المصري لماتش يوم 14 نوفمبر القادم في المباريات المؤهلة لكأس العالم . فقد كنت أظن أن أبناء مصر لا يحبونها و ناقمين عليها خاصة مع كثرة سبابهم لها و تبرأهم منها مما سبب لي مشاكل شخصية مع بعضهم. هذا الحماس يظهر حب أبناء و شباب مصر لها برغم ألامهم فيها . إن حب مصر مع الألم فيها يسبب شعور بالتناقض و التمزق بين الإنتماء للوطن و النفور مما يحدث فيه و لكن صبر جميل و الله المستعان عسى أن يزول الفساد و يبقى الإنتماء.
إن الحماس الذي رأيته من كلام و إعلام و مدونات و مناقشات شخصية جعلوني أشعر أن هناك من يحرص على نجاح مصر و تفوقها و إن كانت كرة القدم مجرد لعبة فهي إثبات لمبدأ أننا نسعى لنجاح بلدنا و نفرح به و لو بأضعف الإيمان و هو كرة القدم.
بجانب هذا الحماس أعجبني الغيرة و الغضب الشديدين من تجاوزات و إساءات الفريق المضاد ما أعطاني نوع من الإطمئنان أننا لن نرضى بأي تطاول على مصر و أرضها و أهلها و إن كانت هذه لعبة فما بالك بأمر أكبر أهمية سواء سياسي أو إقتصادي أو عسكري قد يؤثر في حياة مصر و المصريين. إن هذه الغيرة رسالة موجهة لأي دولة عدوة بأننا كشعب على الأقل لن نتهاون مع أي أحد يتعدى حدوده في حق بلادنا .
إن ما ينقص شبابنا ليس حب مصر و لكن الأمل في أن تصبح أفضل. أن يروا أمامهم مجالاً مفتوحاً للإبداع ، أن يروا أن عملهم و كفاحهم يأتي بنتيجة بدون عوائق أو مشاكل من النظام.
و للأسف هالني ما حدث من دولة الجزائر الشقيقة من سباب و إهانات تمس مصر كوطن و تاريخ و شرف و عرض و قادة و غيره ... و ما ساءني أكثر أن بعض شباب مصر بدأوا بالرد بنفس الأسلوب بصور خارجة تقابل السيئة بالسيئة و توتر العلاقات و تهين بلد المليون شهيد ناسين أنها دولة عربية و مسلمة شقيقة . و ظل التصعيد من الطرفين (مصر و الجزائر) من كلام عام لصحافة مكتوبة لأغاني و أفلام فيديو تم تكليفها الكثير من الأموال لا لشيئ سوى حرب معنوية بين البلدين من أجل ماتش في لعبة .
و بقدر ضيقي من تدني مستوى الحوار و حقارة الحرب النفسية بين دولتين شقيقتين لسبب تافه و خوفي من تصعيد الأمور لأسوأ من ذلك أسعدني بشدة العقلانية التي تعامل بها الكثير من المصريين على هذه الحماقات و التعصب بدعوات:
- وردة لكل جزائري لتأليف قلوب الشعب الجزائري على الشعب المصري
- دعوة الشاب خالد للغناء مع محمد منير (الملك) مما أراه شرف كبير للشاب خالد
- الرد المهذب بأغنية راقية و قوية على أغنيتهم الفاضحة و الحمقاء توضح خطأ إدعاءاتهم و القدرة على الرد عليهم و لكننا عفونا مع المقدرة
بجد أنا سعيد و فخور بالرد القوي المهذب من أهل مصر على صفاقة المتعصبين الجزائريين ، و سعيد بحماس شباب مصر و غيرتهم على وطنهم مصر.
هذا إحساسي و الله أعلم
أحمد حسني