Saturday, June 11, 2016

مشيئة الله و إرادة الإنسان

لا أظن أن الله يجبر الإنسان على فعل شيئ فلو أجبره لإنتفت عن الإنسان أمانة الإختيار و بالتالي إنتفت عنه مسؤولية الفعل! 

إذن كيف تسري مشيئة الله في خلقه إن كان لا يجبر الإنسان على شيئ؟

أظن أن الله يسير مشيئته في أرضه من خلال العوامل التي لا نسيطر عليها و لا نفهمها مثل البيئة و تغيرات الأرض و الشمس و القمر و الزلازل و غيرهم أو من خلال تصاريف القدر بأن يتأخر القطار أو تحدث حادثة أو ينتشر الضباب أو ما شابه!  فالله إن كان لا يجبر الإنسان على فعل شيئ فهو يمنعه من فعل أشياء من خلال تصاريف القدر و قوانين السببية. و مثلما أستبعد أن يحاسب الله الإنسان على ما هو مجبر عليه فكذلك لا أظن أن الله -سبحانه و تعالى- سيحاسب الإنسان على ما منع عنه مثل المفطر في رمضان بسبب المرض لأن الله منع عنه الصحة. 

ومثلما يحاسب الله الإنسان على ما يفعل بإختياره و إرادته فهو يحاسب الإنسان على ما لم يفعل حينما وجب عليه الفعل مثل التقصير في الفروض العينية كالصلاة أو فروض الكفاية مثل الطب و الهندسة و الدفاع أو كلمة الحق عند السلطان الجائر.

أظن أن الله يحرك ما لا نعلم و لا نقدر عليه كيف يشاء ليصرف الأقدار كما يريد من تيسير أو تعسير أو إجبار بلا حساب أو منع بلا عقاب! و أظن أن كل مخلوق في الأرض من جماد أو نبات أو حيوان خاضع لقوانين السببية حتى لو كنا لا ندركها الأن و تراءت لنا إعجازا بسبب قصور نظرنا فالإعجاز ليس مجرد حوادث صغيرة تبهرنا أو تعجزنا و لكن الإعجاز هو النظام الكوني المتناغم الذي ترك للإنسان حريته في التفكير و التصرف و حرك كل ما حوله ليصرف القدر كيف يشاء الله 

هذا فهمي و الله أعلم !