Tuesday, June 15, 2010

ـ مصر : بلدنا اللي مفيهاش رجل يصلح يكون رئيس (2) ! ـ

عودة للمرشحين بعد مبارك إما برغبة حزبية مثل أيمن نور أو رغبة شعبية مثل البرادعي أو عمرو موسى

البرادعي حالياً مرشح قوي للرئاسة بمطلب من بعض فئات الشعب خاصة الفئات المثقفة و الليبرالية ، و أسباب ترشيحه ترجع لنجاحه على المستوى الشخصي و المهني و نظراً لشهرته العالمية و لتاريخه السياسي أو القانوني .

و لكن محمد البرادعي شعبيته محدودة فهو لم يستطع أن يستقطب الجماهير أو يجمع حوله الرأي العام سواء بأسلوب خطابي مثل عبد االناصر أو بأسلوب ديني مثل الثورة الإيرانية أو بالإقناع مثل أوباما (ليس له كاريزما أو جاذبية شعبية) ، و لم يستطيع أن يوحد المعارضة في صفه (من التيارات الإسلامية و اليساريين و بعض الليبراليين و غيرهم) و لا يستطيع بصفة منفردة أن يتغلب على الحزب الحاكم و معه الأجهزة الحكومية مثل الداخلية و الإعلام و غيرهم.

محمد البرادعي أقرب إلى أكاديمي يتعامل مع المعارك السياسية بالشوكة و السكينة ، دون أن يأخذ في الإعتبار أن التعامل مع الحزب الحاكم يحتاج إلى توازن القوة مع الدهاء. لأنه في نقطة معينة يجب أن يعلن معارضته بصورة واضحة لتصرفات النظام و إن أدى هذا إلى الإصطدام الفكري أو الإعلامي، و في نفس الوقت يجب أن يتعامل بدهاء معتمداً على الإحراج السياسي للنظام و أن يؤمن نفسه قانونياً و إعلامياً من التصرفات الإجرامية للنظام الحاكم . و لكن للأسف لم أشعر في كلامه ولا مواقفه (التي لا تزيد عن الكلام و بعض الزيارات حتى الأن) بالقوة أو بالدهاء.

أعجبني منه أنه يركز على التغيير السياسي من خلال توكيل شعبي و أسلوب سلمي ، و هو التغيير الذي تطلبه كل فئات المعارضة (أغلبها من أجل مصلحتها الشخصية بإعتبار أنها ستنقذ البلد) ، و لكن لم يعجبني منه عدم وضوح موقفه من مسألة الرئاسة هل سيرشح نفسه أم لا ؟

إستمعت إلى أحاديثه أكثر من مرة ، و كان أسلوب كلامه متردد و عام و غير واضح مما لا يليق بمن هو في موقعه من المعارضة، و لكن إحقاقاً للحق لقد تطور أسلوب حواره في الفترة الأخيرة بشدة فكان كلامه أكثر ثقة و أكثر وضوحاً و لكن ليس بما يؤهله للزعامة.

أفكاره للأسف مرتجلة من نوعية شعارات الحق و الخير و الديموقراطية ، هذه أفكار مجردة رائعة و لكنها تفتقر للتطبيق، الواقع عادة أكثر صعوبة من الخيال ، أريد أن أسمع كلمة مشكلتنا كذا و حلها يكون في كذا و كذا ، إنه عادة يقول المشاكل و لا يقول حلول واضحة . أريده أن يحدد رؤيته و مهمته و كيفية تطبيقها و خطته لإصلاح البلد سواء تعليم أو صحة أو صناعة أو غيره، و إن لم يحددها فما الفرق بينه و بين مبارك ؟

أنا شخصياً أؤيد البرادعي في مطالبته بالتغيير السياسي و تعديل الدستور، و لكني أرى أن هذا لايكفي لإصلاح حال البلد فما زال أمامنا الكثير . و رغم تأييدي لطلباته فإنني لا أرى فيه رئيساً كفؤ لقيادة البلد من كبوتها و كيف ذلك و معلوماته عن البلد سطحية و لا تزيد عن بعض الزيارات و معلومات الإعلام ؟ لم يقف في طابور عيش و لم يحاول شراء أنابيب غاز و لم يتم التحرش به من ضباط الشرطة أو البلطجية (إنه يستطيع أن يكون مستشار أكاديمي لرئيس الجمهورية و لكن ليس الرئيس الفعلي ) .

هذا رأيي و الله أعلم
أحمد حسني

No comments: