Monday, May 19, 2008

الحب و الألم

الحب و الألم قرينان .. يقرنهما الناس دائماً ببعض .. رغم أن الحب برئ من الألم و السبب فى الألم هم المحبون

الحب هو العطاء ، هو الكرم ، هو الحنان ، هو الخير

و إنما إقترن الحب بالألم ..لأننا جردنا الحب من معانيه و جعلناه رغبة فى الإمتلاك و رغبة فى حنان الطرف الأخر و حبه و رغبة فى السعادة و ليس إسعاد الأخرين .. لقد حولناه من حب الأخر لحب الذات بإستخدام الأخر

و بين هذا و ذاك درجات متفاوتة من الحب و الرغبة أو حب الأخر و حب الذات

و من النادر أن يحب الإنسان بدون أن يرغب فى شيئ لنفسه .. لكنه ممكن و نراه كثيراً فى حب الأم لأولادها و إن لم تأخذ منهم شيئاً .. و حب المواطن لوطنه و إن لم يأخذ أو يستفيد منه شيئاً

إن مصدر الألم هو عدم إرضاء الرغبة سواء كانت مصحوبة بحب أم لا

فأن تحب إنسان و و تعطيه كل شيئ من حنان و رعاية و إهتمام و خير و لا يبادلك نفس الشعور هو شيئ مؤلم و لكن ليس الخطأ فى الحب بل الخطأ فيمن إخترته لتحبه .. لقد إخترت إنسان لا يتناسب معك

حين يخرج الحب من دائرة العطاء المطلق بدون إنتظار مقابل مثل حب الوطن و حب الأم .. فإنه يدخل معه ما ندعوه الذكاء العاطفى (emotional intelligence )

و إختيار الشخص الخاطئ لتحبه هو نوع من سوء الذكاء العاطفى

الذكاء العاطفى .. أن تختار من تحب على أسس سليمة تعلم أنت أنها ترضي رغباته و ترضي رغباتك و فى نفس الآن تمنحه أنت من حبك و حنانك و خيرك بقدر الإمكان بلا إنتظار مقابل (فحبك له لوجه الله .. فالله هو من زرع هذا الحب فى قلبك .. و من العذاب أن ينزع من قلبك الحب و الرحمة) .

إن كانت العلاقة فى مهدها و بدايتها فيكون الذكاء العاطفى كله مركز فى ناحية التوافق و التبادل .. أحبه لدرجة محدودة إن قابل الحب بحب و الحنان بحنان و الخير بخير ، أزيد جرعة الحب و هو يزيد بالمقابل مما يقود لسعادة الإثنان كلٍ على حده حتى تتوحد إهتماماتهما و ميولهما و أهدافهما و يصيرا كياناً واحداً بمرور الوقت ! (فالأسرة هى وحدة بناء المجتمع خاصة المسلم و ليس الفرد كما تدعى بعض الفلسفات الغربية)

و إن كانت العلاقة بدأت و نشأت و إستمرت فعليك بإستكشاف رغبات الأخر و إرضائها فإن الحب فعل و لكل فعل رد فعل مساوى له فى المقدار و مضاد له فى الإتجاه .. وإن كان هناك رد فعل فى إتجاه خاطئ فالتوجيه العاطفى من أفضل الحلول .. و إن لم يكن هناك رد فعل فعليك بربط رغبة الطرف الأخر برغبتك بصورة غير مباشرة (بإعلامه أنك ترضى رغباته حباً فيه و أنه لو لم يرضى رغباتك حباً فيك فسيفتر حبك بمرور الوقت و لن تستطيع أنت أن ترضى رغباته) بمعنى أن تجعل مرجعية إرضاء كل طرف منكم للأخر و رغباته الذاتية مرجعية عاطفية . إنك إن لم تدير حياتك العاطفية بذكاء قد يحدث فتور من الملل أو إنفجارمن التحمل أو غيره لا قدر الله !ـ

إن الزوج يكرم زوجته لأنه كريم أساساً قبل أن تكون هي مستحقه للكرم (و كثير منهن يستحققن) ، و الزوجة تحترم زوجها لأنها محترمة فى ذاتها قبل أن يكون هو مستحق للإحترام (و كثير من الأزواج يستحقون) . فاللئيم فى ذاته لا يكرم أحداً و الحقير فى ذاته لا يحترم أحداً .

إن كل من الزوج أو الزوجة يعامل الله فى زوجه أو زوجته فى الأساس .. فهو يكرمها و يحنو عليها لأن الله زرع فى قلبه هذا .. لأن الله أمره بهذا الخير ، و من لم يطع أمر الله فى الخير (و كل ما يأمر به الله هو خير) ليس من المتوقع أن يكون خيير أو محب لأى كائن أخر . و من أحب زوجته أو حنا عليها أو أكرمها أو أعزها لوجه الله ولأمره ليس من المتوقع أن ينتظر ثواب أو شكر أو فضل من غير الله و كذلك من أحبت زوجها أو حنت عليه أو أكرمته أو أعزته أو عاملته بكل خير فإنما هي تفعل ذلك لوجه الله و لأمره و ليس من المتوقع ممن يعامل الله أن ينتظر الثواب و التقدير من سواه ( و حري بنا أن نقدره ).

هذه رؤيتى و الله أعلم
إنها رؤية شخصية يؤخذ منها و يرد .. و ليس لدي بهذا الكلام مصادر علمية مثبتة
من إقتنع بها فهو على مسئوليته الشخصية



أحمد حسني
Ahmad Hossny

No comments: